2:31 PM

اعترافات بحكم قضائي


عذرا حبيبتي ... ها قد قالها أخيرا .. حبيبتي .. بعد ان أخفق لساني مرارا في أن ينطق بها

فبعد كثير من التوتر والقلق , وبعد أن أصابني الإعياء والأرق 

وحدثت منازعات كثيره بين أعضاء جسدي الذي أبلاه طول السهر

قررت أخيرا أن أعد جسدي محكمه 

وعلى الفور... عين عقلي نفسه قاضياً

وكان لساني هو المشتبه به .....  وأيضا عين نفسه محامي دفاع

وكان قلبي هو الضحيه  ..... وعين محاميه الانين والاوجاع

وحضر بعض الأعضاء كشهود عيان

( ........... في المحكمه )

القاضي : مما تشكو أيها القلب ؟؟

القلب : أشكو من تعب وألم  شديدين

القاضي : وهل تتهم أحدا بذلك ؟

القلب :  نعم  .... إنه اللسان

اللسان : (وقد وضع في قفص الاتهام ) انا بريء ولم أفعل شيئا عليه أُلام

القاضي : كفاك أيها اللسان فليس هذا وقتك للكلام

القلب : نعم فقد أصبحت عديم الجدوى

تجدني قد زاد نبضي وعلا أنيني وأنت تهم بالكتمان

اللسان : نعم كتمت كثيرا من الكلام .. ولكن ألا علمت أنه لكل كلام رد ؟

لربما كان الرد على غير هواك !! فتنفطر وتصبح في عداد الاموات

وليس ببعيد أن تتهمني يوما وتلقي علي بالملام

( شرد القلب مفكرا في الكلام )

.... القاضي : ( وقد أبدى تعاطفا مع اللسان ) ... ما ردك أيها القلب ؟؟ ألا ترى 

اللسان : (مقاطعا الكلام كالمعتاد ) وأنت أيضا ايها العقل .... أقصد .... سيادة القاضي

كثيرا ما كنت تمنعني من النطق بحجة التأني وإعقال الكلام

القاضي : ( وقد بدا متوترا غاضبا من قول اللسان ) اين الشهود ؟ أحضروهم بسرعه إلى الأمام

( الشاهد الاول )

 العين : نعم عندما أراها كان القلب يكاد يتوقف غيظا مما فيه اللسان من سبات

اللسان : صدقوني ... كنت انعقد وأعجز تماما عن الكلام

( الشاهد الثاني )

الاذن : عندما اسمع صوتها كان القلب يستغيث ولم اسمع اللسان يوما مجيبا للنداءات

( هز اللسان رأسه مبديا ضجره من الشاهدان )

( عم السكون انحاء المكان .... ولم يجد اللسان ما يبرر به سكوته التام .... وطال السكون )

 القاضي :  بعد الفحص والاستجواب

وجدت المحكمه المتهم المدعو "اللسان" مذنبا بتهمة التستر على المشاعر

واخفاء الحقائق على الأخرين وعدم البوح بشكاوى الأاعضاء

وعليه حكمت المحكمه على المتهم بأن ينطق معترفا بكل ما وجب عليه يوما أن يقال

وأن يتحمل وحده اللوم لو أخطأ في ذلك في كل الأحوال

( دق القاضي على طاولته معلنا انتهاء المحاكمه )

( !!!! قفز الجميع فرحا بالحكم .... عدا القلب واللسان )

( فالقلب امسى قلقا من أن يكون مصيره كم أخبره اللسان )

( واللسان حائرا ... فقد اغفل القاضي ذكر ميعاد تنفيذ المهام)

*   *   *